3 أنواع تستخدم في إعادة تقييم العملة Currency revaluation ماهي؟
ما هو مفهوم إعادة تقييم العملة Currency revaluation؟
إعادة تقييم العملة Currency revaluation | تتعرض مختلف دول العالم للعديد من الأزمات السياسية والاقتصادية التي تؤثر بشكل كبير على المستوى الاقتصادي لهذه الدولة، مما ينعكس سلبًا على العملة الرسمية المحلية، حتى أنها في أزمات عدة انهارت عملة الدولة وفقدت قيمتها بشكل كبير، هذا ما جعل حكومات هذه الدول تلجأ إلى استخدام استراتيجية إعادة تقييم العملة، وذلك بهدف رفع قيمة عملة الدولة وزيادة سعرها وحمايتها من الانهيار.
لكن عملية إعادة تقييم العملة Currency revaluation لا تتم بشكل مستمر، وإنما في حالات قليلة، حيث تتطلب العديد من الإجراءات والدراسات وتغيير السياسة النقدية والمالية للحكومة. وفي الحقيقة قد يكون هذا المصطلح جديدًا أو غريبًا على البعض لذا سنذكر في الأسطر التالية مفهوم إعادة تقييم العملة Currency revaluation، فضلًا عن أهم أسبابها، أنواعها، وبعض الأمثلة التاريخية عنها.
مفهوم إعادة تقييم العملة Currency revaluation
إن عملية إعادة تقييم العملة Currency revaluation هي عملية لتغيير القيمة الرسمية لعملة ما، وهي عكس خفض قيمة العملة أي يتم تعديل القيمة بنسبة تصاعدية بناءً على نسبة سعر الصرف في الدولة بالنسبة إلى العملات الأجنبية أو الأجور.
إقرا أيضاً: ما هو مفهوم الانكماش Delfation
والجدير بالذكر أن عملية إعادة تقييم العملة Currency revaluation هي فقط من صلاحيات حكومة الدولة، حيث ينفذ هذه العملية البنك المركزي الرئيسي التابع لها، وذلك من خلال مجموعة أحداث، مثل: معدلات الفائدة، خفض التضخم، والعوامل الأخرى التي من شأنها التأثير على الاقتصاد بشكل عام.
آثار إعادة تقييم العملة Currency revaluation
تتأثر العملة الرسمية للبلد والأصول المالية المملوكة من قبل الشركات الأجنبية بعملية إعادة تقييم العملة Currency revaluation، حيث ستؤدي عملية إعادة التقييم إلى تغيير سعر صرف العملة الرسمية، مما ينعكس على سعر الأصول المالية للشركات الأجنبية، وهذا ما يتطلب منها إعادة تقييم قيمة أصولها لتتناسب مع القيمة الجديدة للعملة المحلية.
ففي حال كانت قد حددت حكومات هذه الشركات أن 10 وحدات من عملتها تعادل 1 دولار أمريكي، فقد تغير ذلك إلى 5 وحدات مقابل كل دولار، في عملية إعادة تقييم عملتها لتتناسب مع القيمة الجديدة للعملة المعنية، وبناءً عليه في حال كانت قيمة الأصول المملوكة من قبل شركات الحكومات الأجنبية بناءً على سعر الصرف القديم 10000 دولارًا، فنتيجة إعادة التقييم ستتغير قيمتها إلى 20000 دولارًا وفق القيمة الجديدة لعملتها.
بمعنى آخر، عملية إعادة التقييم تؤدي إلى ارتفاع قيمة العملة المعنية بالنسبة للعملات الأخرى، مما يخفف من تكاليف الاستيراد ، ولكن سينعكس سلبًا على التصدير بسبب ارتفاع التكاليف على المستوردين الأجانب مما يدفعهم إلى خفض صفقات الاستيراد.
أسباب إعادة التقييم Currency revaluation
هناك مجموعة من العوامل والأسباب التي تؤدي إلى ضرورة إعادة تقييم العملة، ومن أكثر هذه الأسباب شيوعًا هو تغير معدل الفائدة بين البلدان مما يؤثر على قيمة العملة وبالتالي معدل الأرباح التي تحققها، بالإضافة إلى أن التغيرات السياسية على الساحة العالمية أو المحلية قد تسبب اضطرابات في البلد وعدم استقرار يؤثر على قيمة العملة.
هذا فضلًا عن الأزمات الاقتصادية وتأثيرها على الوضع الاقتصادي العالمي حيث إن معظم العملات تأثرت وفقدت قيمتها، مما يتطلب إعادة تقييم هذه العملات.
بصورة عامة، إن انخفاض قيمة العملة المحلية، يؤدي بشكل عام إلى زيادة تدفق النقد الأجنبي، مما يشكل ضغطًا على الاحتياطي للبنوك، كما أن المواطنين سيشتكون من ضعف القدرة الشرائية بسبب الانخفاض في قيمة العملة، وهذا ما يشجع الحكومة على اتخاذ إجراءات إعادة تقييم العملة.
إقرا أيضاً: ما هو مفهوم التضخم Inflation
أنواع إعادة تقييم العملة Currency revaluation
إن إعادة تقييم العملة لا يعني بالضرورة رفع قيمة هذه العملة، حيث إن هناك عدة أنواع لإعادة تقييم العملة وهي:
- تغيير سعر الصرف للعملة، حيث يتم رفع قيمة العملة في نظام سعر الصرف.
- تغيير في القيمة الاسمية للعملة وليس في سعر الصرف، وقد يتم ذلك عن طريق تغيير اسم العملة أو تصميمها وقيمتها ولكن يبقى سعر الصرف كما هو، في أمثلة عدة تم إضافة كلمة الجديدة على اسم العملة التي تم إعادة تقييمها.
- قد يتم عكس عملية إعادة التقييم، من خلال خفض قيمة العملة المقابلة للعملة المعنية في نظام سعر الصرف.
أمثلة تاريخية على إعادة تقييم العملة
إعادة تقييم الفرنك السويسري لعام 2015
من الأمثلة المعروفة لإعادة تقييم العملة التاريخية إعادة تقييم الفرنك السويسري لعام 2015. في 15 يناير 2015، حيث تخلص البنك السويسري الوطني من الارتباط باليورو، وتم التخلي عن سعر الصرف المربوط لليورو البالغ 1.20 فرنك سويسري ونتيجة لذلك ارتفعت قيمة الفرنك السويسري بشكل كبير بنسبة 30٪.
وبالتالي أي شخص لديه عملات فرنك سويسري ورقية شهد ارتفاعًا في قيمتها بمقدار الثلث تقريبًا بين عشية وضحاها، حدث هذا بشكل مفاجئ وغير متوقع.
عملات الغيلدر السورينامية
في عام 2004، غيرت سورينام عملتها من الغيلدر السورينامي إلى الدولار السورينامي، حيث إن دولار واحد يعادل 1000 غيلدر. وتم إصدار عملات ورقية جديدة، لكن لم يكن هذا هو الحال بالنسبة للعملات المعدنية. تم الإعلان عن عملات الغيلدر السورينامية القديمة، من فئات 1 و 5 و 10 و 25 و 100 و 250 سنتًا ، على أنها عملات معدنية جديدة بالدولار السورينامي.
وهذا يعني أن أي شخص يمتلك عملات الغيلدر السورينامية في 31 ديسمبر 2003 شهد زيادة قيمتها ألف مرة بين عشية وضحاها. كانت العملة المعدنية بقيمة 250 سنتًا تساوي 2.50 غيلدر قبل إعادة تقييم العملة، و 2.50 دولارًا بعد ذلك أي ما يعادل 2500 غيلدر. وبالتالي كانت الزيادة في القيمة بنسبة 99.900٪.
المضاربة على إعادة تقييم العملة Currency revaluation
بشكل عام لا تستطيع البنوك المركزية ولا الحكومات المحلية أن تعلن أي شيء مسبق عن القيمة الجديدة للعملة المحلية قبل إتمام عملية إعادة التقييم Currency revaluation، وتنفيذ القرار رسميًا. حيث إن هذه العملية تتم بشكل مفاجئ وغير متوقع بالنسبة للمواطنين، ما ينعكس بشكل كبير على مخزونهم المالي.
وهذا ما يعني أن المضاربة على إعادة تقييم العملة المقبلة، أو تخفيضها، ليس أمرًا شائعًا أو يُنصح به، فليس هناك أي شيء مؤكد، وبالتالي الأفضل أن تبقى على دراية بآخر الأحداث والمستجدات العالمية ومتابعة المؤشرات الاقتصادية، حتى تتمكن من اتخاذ أي تدابير وقائية.
كانت هذه أبرز المعلومات عن عملية إعادة تقييم العملة Currency revaluation، وبعد ذلك، من الجدير بالذكر أن اتخاذ مثل هذا القرار ليس بالأمر السهل على حكومة أي دولة، فإن له الكثير من الآثار والتبعات، لذلك لا بد من دراسة الوضع الاقتصادي والسياسي للدولة والعالم بشكل جيد قبل اتخاذ أي فعل له آثار كبيرة على وضع الدولة بشكل عام ومستوى معيشة المواطن بشكل خاص.