هل العملات الرقمية حلال أم حرام؟ وما رأي الشريعة في هذه العملات الجديدة؟ وهل يحل لنا كمسلمين التعامل بها أم لا؟
منذ أن بدأ العالم الاقتصادي يتطور وأخذت التكنولوجيا تدخل في هذا العالم، ظهرت منذ عقد من الزمن تقريبًا عملات غير ملموسة يطلق عليها اسم العملات الرقمية (المشفرة)، ومع أول نجاح لها لفتت أنظار كافة المستثمرين على وجه الأرض وأخذوا يتسابقون للاستثمار في العملات الرقمية طمعاً في كسب الأرباح.
وبطبيعة الحال تدفقت الكثير والكثير من الأسئلة عن هذه العملات الجديدة, كيف لا وقد وصفها الكثير من المحللين ب (استثمار القرن) أو (عملات المستقبل).
وأحد أهم هذه الأسئلة كان من العالم الإسلامي حيث أخذ المستثمرين المسلمين بالسؤال عن شرعية هذا الاستثمار، وهل يحق لهم أن يستثمرون أموالهم في سوق التشفير أم لا؟
إن كنت عزيزي القارئ تبحث عن أجوبة لهذه الأسئلة فأنت في المكان الصحيح لأننا في هذه المقالة سوف نشرح بالتفصيل رأس الشريعة بالعملات الرقمية.
هل استثمار العملات المشفرة مسموح بالدين الإسلامي
يعتبر استثمار العملات المشفرة من أكثر أنواع الاستثمار انتشارًا خلال الفترة الأخيرة في العالم الاقتصادي، حيث تضاعفت نسبة المتداولين في العملات المشفرة بشكل كبير في هذه الفترة، وأصبح التقصي عن عملات مشفرة حلال أمراً رائجًا بين المستثمرين المسلمين.
وإذا كنت من المتداولين الباحثين عن طريقة حلال لتداول العملات الرقمية ينبغي عليك أن تتجنب العقود الآجلة, وتجنب استخدام الرافعة المالية في استثمارك، واستخدام نظام المضاربة SPOT في العملات المشفرة.
ووفقًا لذلك، تستطيع استثمار العملات المشفرة بأسلوب حلال من خلال اتباع التعليمات الآتية:
- التداول باستخدام SPOT دون اللجوء لاستعمال الرافعة المالية.
- تجنب التداول باستخدام العقود الآجلة.
- الامتناع عن الترابي والربا، والرافعة المالية في تداول العملات المشفرة.
- الامتناع عن الإقراض الربوي المتصل في العملات المشفرة.
- انتقاء عملات مشفرة حلال وتجنب العملات المشفرة المشكوك بأمرها.
وبعد البحث والتدقيق تأكدنا أن أحسن منصة تساعدك على تداول العملات الرقمية بشكل مشروع وحلال هي منصة بينانس الرقمية التي تعتبر من أفضل منصات التداول حول العالم إن لم تكن أفضلها.
ما هو الحساب الاسلامي
الحساب الإسلامي هو أي حساب لا تفرض منصة التداول ضرائب إضافية عليه عندما تظل الصفقة مفتوحة أكثر من يوم سواء كانت المعاملة رابحة أو خاسرة (ضرائب تبييت).
عندما نستخدم الحساب الإسلامي نطبق ما اشترطه الشيوخ الإسلاميين حتى يصبح تداول العملات الرقمية حلال، أي عدم دفع ضرائب إضافية ربوية إلى المنصة التي تعمل معها مثل ضرائب التبييت التي شرحناها أعلاه، ومن الجدير بالذكر أن عالم العملات الرقمية متقلب للغاية وينبغي عليك أن تبدأ التدريب عن طريق فتح حساب تجريبي في أحد المنصات قبل أن تودع أموالك في أي منصة.
فديو شرح عن الحسابات الإسلامية
كيفية التفريق بين الشركات الإسلامية والشركات غير الإسلامية
الأمر الذي يساعدنا على التفريق بين الشركات الإسلامية والشركات الربوية هي الأمور التي تفرضها عليك شركة الوساطة.
منصات التداول التي تفرض على العميل المتداول معها ضرورة دفع ضرائب ربوية عند كل عملية شراء، وبيع تكون شركة ربوية، ولا يصح التداول معها شرعًا.
كذلك المنصة التي تفرض على المستثمر الاقتراض منها لبدء استثماره هي شركة غير إسلامية، لأنها تعطيه الأموال اليوم، وبعد ذلك تطالبه بتسديد المبلغ المقترض بالإضافة إلى الرسوم الربوية.
من ناحية أخرى، شركة الاستثمار والتداول التي نستطيع أن نقول أنها شركة إسلامية هي في الحقيقة المنصة التي تنتفع من خلال الضرائب التي تلزم بها المتداولين على صفقات التداول التي يقومون بها.
يتم الاتفاق على الضرائب المفروضة على الصفقات منذ البداية، ولا تتغير قيمة هذه الضرائب من وقت إلى آخر، وبهذا تكون أرباح الشركة حلال حسب الشريعة الإسلامية.
لأنه من البديهي أن تعرض منصات التداول خدماتها للمستثمرين مقابل مبلغ يدفعه المستثمر لها على شكل ضرائب، وهذا كي تستطيع أن تحقق الأرباح المرجوة من عملها، وتجنب الخسائر، ومن المباح في الشريعة الإسلامية اشتراط مبلغ مالي مقابل الخدمات.
ما الأمر الذي يجعل الرافعة المالية محرمة في الدين الإسلامي
إن استخدام الرافعة المالية من الأشياء المشهورة بشكل واسع وكبير في عالم التداول والاستثمار على الشبكة.
والرافعة المالية هي عبارة عن القرض الذي تمنحه شركة التداول للمستثمر الذي يتداول من خلالها، وتتجلى الغاية الأساسية للشركة الاستفادة من الضرائب الربوية التي تفرضها على المستثمر المقترض.
وبعد البحث في الموضوع لاحظنا أنه يوجد الكثير من الفتاوى الصادرة عن شيوخ كبار في المجمع الفقهي الإسلامي في السعودية تحديدًا في مكة المكرمة بمنع التداول باستخدام الرافعة المالية, ويعود السبب في ذلك لاعتبار الرافعة المالية نوع من أنواع الربا والترابي.
ومن المعروف أن ديننا الإسلامي الكريم قد منعنا عن كافة أعمال الربا والترابي، ولهذا السبب لا يصح التداول باستخدام الرافعة المالية, ومن الجدير بالذكر أنه قد يطلق عليها اسم (هامش الربح) في بعض المنصات.
وقد ورد في بند الفتاوى الواردة من مجمع البحوث الفقهية أنه عند استخدام الرافعة المالية تشترط الشركة على المتداول ان تنحصر أعماله عن طريقها وعلى منصتها في كافة الأمور المتعلقة بالتداول.
و بالاستناد على مفهوم الرافعة المالية فهي تدمج ما بين السلف والمعاوضة، وهو ما منعنا عنه رسول الله صل الله عليه وسلم” لا يحل سلف وبيع “.
وبعد أن فهمنا الغاية من الرافعة المالية نستنتج أن استخدام الرافعة المالية من الأشياء التي حرمها علينا الله تعالى، ولا يصح التعامل بها بأي شكل من الأشكال.
هل تعدين العملات الرقمية حرام أم حلال
في البداية يجب أن نوضح أن كل ما يخص شرعية تعدين العملات الرقمية مرتبط بالأدوات التي تستعملها خلال عملية تعدين هذه العملات، حيث ينبغي عليك استعمال أدوات شرعية، فإذا كنت قد امتلكت أدوات التعدين من خلال أعمال غير مشروعة مثل السرقة أو التحايل تعتبر عملية تعدين العملات الرقمية حرام، الأمر ذاته إذا كنت توفر الطاقة الكهربائية من خلال طريقة غير مشروعة يعتبر عملك حرام شرعًا، لكن إذا كانت كافة أدواتك شرعية فلا إثم عليك ويعتبر عملك حلال، بشرط ألا تكون أعمال تعدين العملات الرقمية ممنوعة قانونيًا في الدولة التي تسكن بها.
هل يجوز على المسلم تداول العملات المشفرة
كما ذكرنا سابقًا إن تداول هذه العملات المشفرة على الشبكة قد يحمل الحلال أو الحرام، ويحدد ذلك وفقًا لطريقة التداول والشركة التي تعمل معها والعملة التي تتداولها، وننصحك أن تقوم بأبحاثك الخاصة حول العملة التي تريد استثمارها والتحقق من أن كافة الخدمات التي تقدمها لك مسموحة بالدين الإسلامي وأهم ما في الأمر أن تمتنع عن كافة أعمال الربا والترابي.
اقرأ ايضاً:
ما هو Staking “ستاكينج” في العملات الرقمية
