شهدت أسعار الذهب ارتفاعا كبيرا خلال تعاملات يوم الجمعة وسط البيانات السلبية الصادرة يوم الخميس بالولايات المتحدة والتدفقات الناتجة عن عمليات جني الأرباح في آخر جلسات الربع الثالث وختام شهر سبتمبر.
واستقر سعر الذهب في نهاية تداولات الأسبوع الماضي عند 1,866.10 دولار للأونصة. فلماذا انخفض الذهب؟
ارتفاع أسعار الذهب بنهاية الأسبوع لم يمح الخسائر
رغم الارتفاع الكبير للذهب يوم الجمعة الماضية، إلا أن هذا لم يكن كافيا لمحو خسائر الذهب الحادة هذا الأسبوع.
فقد فقدت أسعار السبائك نحو 2.5% منذ بداية الأسبوع وحتى الآن، وهو أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ انخفاض قرابة 6% خلال الأسبوع حتى 11 يونيو 2021.
كما تتجه أسعار الذهب لتكبد خسائرها الشهرية الثانية على التوالي، بحوالي 3.4%، والتي تعد الأسوأ في 7 أشهر، وكذلك خسائرها ربع السنوية الثانية على التوالي، بنحو 1.9.
ما الذي أوقف الذهب خلال مسيرة الأسبوع؟
على الرغم من استمرار المخاوف الجيوسياسية وتعاظمها، إلا أن عدد من الأسباب حالت دون صعود الذهب، وأهم تلك الأسباب هي الآتي.
البيانات الأمريكية تعرقل صعود الذهب
فقد الذهب في سبتمبر موقعه عند المستوى الإيجابي الرئيسي عند سعر 1,900 دولار للأونصة الذي استقر عنده الذهب منذ منتصف أغسطس. وجاء ذلك بعدما وجد بعض المستثمرين أن الدولار هو الملاذ الآمن الأفضل بسبب نمو الاقتصاد الأمريكي بشكل أفضل من بقية دول العالم.
وقد نما الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة بنسبة 2.1% على أساس سنوي في الربع الثاني، بعد نمو بنسبة 2.2% في الربع الأول. ومن المتوقع أن يزداد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.1% خلال عام 2023 بأكمله.
وفوق كل ذلك، تأثر الذهب سلبًيا بسبب بيع سندات الخزانة الأمريكية التي دفعت الدولار إلى الارتفاع، حيث استقرت عوائد السندات، قرابة 4.58 تحت الرقمية يوم الجمعة الماضية بعد أن وصلت إلى أعلى مستوى في 16 عامًا قرابة 4.69 يوم الخميس.
البيانات الأوروبية وتصريحات الفيدرالي تدعم الذهب
حركت بيانات التضخم لمنطقة اليورو الأسواق خلال اللحظات الماضية، حيث تحرك اليورو للأعلى مما فاقم خسائر الدولار، وهو الأمر الذي دعم ارتفاع أسعار الذهب. وسجل مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي لمنطقة اليورو عن شهر سبتمبر على أساس سنوي 4.3%، فيما توقع الخبراء ارتفاعًا بنسبة 4.5%، وسجلت القراءة السابقة 5.2%.
وقد وجدت أسعار الذهب بعض الدعم جراء تصريحات عضو الفيدرالي الأمريكي والتي تحدث فيها عن وجود خطورة في رفع الفائدة الأمريكية بأعلى من ذلك، وأن الفيدرالي قد يبقي على الفائدة مستقرة طوال العام المقبل، مضيفا بأن الفيدرالي يحاول التعامل مع سيناريو الركود الاقتصادي.
وهذه التصريحات أثارت مخاوف الأسواق حول استمرار وتيرة التشديد النقدي الأمريكي، بما أضعف الطلب على الدولار وساهم في دعم استقرار معدن الذهب.
أزمة التمويل الفيدرالي تدعم الذهب
على الرغم من العوامل السلبية التي حاوطت أداء الذهب، إلا أن أزمة التمويل الفيدرالي المؤقت قد لعبت دورا في تقديم بعض الدعم للذهب خلال الأسبوع.
ومن الجدير بالذكرأن الأزمة قدتم تجاوزها بتوقيع الرئيس جو بايدن على قانون لاعتماد تمويل مؤقت للحكومة الفيدرالية.
التوقعات الفنية للأسبوع المقبل
على مدى الأسبوع، يؤكد الذهب أنه ماضي في اتجاه الخسائر بقوة، ويؤيد ذلك تقاطع الموت الذي شهده السوق مؤخرا بين مؤشري MA100 وMA200.
ويضاف إلى ذلك تأكيد الذهب لنموذج القمة المزدوجة عند مستويات 1950 مما يعزز توقعات استهداف مستوى الدعم 1800 دولار.
توقعات بارتفاع أسعار الذهب بعد نهاية التشديد
يتوقع محللو البنك الكندي بأن يتعافى الذهب ويرتفع إلى 2100 دولارا في النصف الأول من العام المقبل، حيث يتحول بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى سياسة نقدية أقل تشددا كما أنه لا يزال الطلب على الذهب قوي.
