التطورات في عالم التشفير الرقمي تتقدم بسرعة كبيرة وعلى نطاق واسع، وتحظى باهتمام كبار مزودي التكنولوجيا المالية الذين يوفرون الآن إمكانية الوصول إلى الأصول الرقمية، والمستثمرين الذين يحرصون على تضمين الأصول المشفرة في محافظهم الإستثمارية.
ووسط تزايد هذا التبني السائد، يتم استخدام مفاهيم من الأسواق المالية التقليدية لأسواق العملات المشفرة أيضًا لاسيما سوق الفوركس، مثال على ذلك: سوق الدببة والثيران، التي تحدد اتجاهات السوق بشكل عام، ويراقب المتداولون ذوي الخبرة هذه الاتجاهات عن كثب لتحديد استراتيجيات التداول الخاصة بهم. من الممكن للمتداولين الإستفادة من أسواق العملات المشفرة الثيران والدببة، شرط أن يفهموا الإتجاه مسبقًا. الآن سوف نتعرف على مفهوم سوق الدببة والثيران في العملات الرقمية، ونفهم كيف يمكن للمتداولين الإستفادة من اتجاهات السوق هذه.
إقرا أيضاً: أفضل مواقع شراء العملات الرقمية في السعودية
سوق فوركس لتداول العملات الأجنبية و العملات الرقمية
Forex market هو المكان الذي يتم فيه تداول العملات، وهو أكبر سوق تداول في العالم، إنهُ السوق التجاري الوحيد المستمر عالميًا. سابقًا كانت البنوك والشركات الكبرى هي التي تهيمن على سوق الفوركس، حيث كانت تعمل بالنيابة عن العملاء، أما الآن توجهت أكثر نحو التجزئة وبدأ التجار والمستثمرون من مختلف المستويات المشاركة فيها.
أحد الجوانب المميزة لسوق الفوركس هو عدم وجود سوق مركزي للعملات الأجنبية، حيث يتم تداول العملات إلكترونيًا، ممّا يعني أن جميع المعاملات تتم عبر شبكات الحاسوب بين المتداولين حول العالم، وليس في بورصة مركزية واحدة، وهذا السوق مفتوح 24 ساعة في اليوم، خمسة أيام ونصف في الأسبوع.
مصطلحات سوق العملات الرقمية
عالم التشفير هو كيان منفصل عن بقية الكوكب، صحيح أنهُ ليس هو نفسهُ سوق الأوراق المالية، لكن العالمين يشتركان في الكثير من أوجه التشابه، فقد تجد من الغريب استخدام مصطلحات السوق أثناء تداول العملات الرقمية، حين تقديم العرض والطلب للإستثمار في العالم الرقمي، حيث يتم إضافة عبارات “الحوت” و “الدب” و “الثور” إلى كلمة “العملات الرقمية”، فمن الطبيعي أن تتساءل عن علاقة هذه الحيوانات بالعملات الرقمية مثل البيتكوين Bitcoin.
يعد استخدام التشبيهات الحيوانية، مثل “الثور” و “الدب” وحتى “الحوت”، أحد الأشياء الغريبة التي يشترك فيها تجار ومستثمرو العملات المشفرة. لكن ماذا تعني هذه العبارات؟ وهل لها مكان في حديقة التشفير؟ هذا ما نوضحه في الفقرات التالية.
إقرا أيضاً: هل ال NFT حلال
حوت العملات الرقمية Cryptocurrency Whale
حوت العملة المشفرة هي كلمة تستخدم لوصف الأشخاص أو الكيانات الذين يمتلكون كميات هائلة من العملات الرقمية، أي أن حيتان التشفير هم أصحاب القوة في سوق العملات المشفرة الذين يمكنهم الإحتفاظ بكمية كبيرة من العملات المشفرة للتداول، حيث يمكنهم التلاعب بأسعار العملات بكفاءة دون أي قلق قانوني، هذا بدورهِ يؤثر على مستثمري العملات المشفرة لأن الأسعار يمكن أن تتأثر، حتى في الشركات الأصغر.
العديد من حيتان البيتكوين هم متداولون مجهولون ومنصات وصناديق تكون عناوينها العامة هي الطريقة الوحيدة للتعرف عليها، وأحد أكثر الحيتان شهرة هو Satoshi Nakamoto، المبدع الغامض للبيتكوين، الذي يقدر أنهُ يمتلك ما لا يقل عن مليون بيتكوين. وحقيقة أن سوق البيتكوين لا يزال في الغالب غير منظم، وبذلك تكون الحيتان قادرة على التأثير على السوق لصالحها، ونتيجة لذلك، كثيرًا ما يولي التجار اهتمامًا وثيقًا للحيتان، ويراقبون كيف ومتى و أين يتداولون.
دب العملات الرقمية Cryptocurrency Bear
عندما نتحدث عن سوق الدببة للعملات المشفرة، فإننا نتحدث عن سوق يتميز بالحذر والتشاؤم، ويُستخدم هذا المصطلح عندما تنخفض أسعار سوق العملات الرقمية بأكثر من 20٪ خلال فترة زمنية، غالبًا ما يكون هذا النشاط مصحوبًا بانخفاض في الطلب على الأسهم وتضاؤل اهتمام المستثمرين، حيث يفضل المتداولون البيع بدلًا من الشراء، حيث أن سقوط بيتكوين في بداية عام 2018 هو مثال ممتاز على ذلك.
يمكن أن يستمر هذا النوع من السوق لأسابيع قليلة أو يمكن أن يمتد لعقود. ومع ذلك، يرى الكثيرون في سوق الدببة فرصة لشراء الأسهم عندما تكون أسعارها منخفضة (على إفتراض أن الأسعار سترتفع في النهاية مرة أخرى)، لهذا السبب تُستخدم عبارة BTD أو “Buy The Dip” بشكل شائع بين مستثمري العملات المشفرة.
والجدير في هذه الحالة التمييز بين سوق الدببة وتصحيح الأسعار، حيث تتميز سوق الدببة بتقلبات سلبية ملحوظة على مدى فترة طويلة، أما عندما يُصحح سعر عملة أو سلعة متضخمة نفسهُ، يطلق عليه تصحيح السعر.
إقرا أيضاً: أشهر تطبيقات البلوكتشين
ثور العملات الرقمية Cryptocurrency Bull
سوق الثيران في العملات الرقمية هي النقيض القطبي لسوق الدببة. لذلك، عندما تبدأ الأسعار داخل السوق في الارتفاع أو عندما يُتوقع بشدة ارتفاعها، فنحن في خضم سوق ثيران. وهو ما نراه إذا ارتفعت الأسعار بنسبة تزيد عن 20٪ بعد حدوث هبوطين بنسبة 20٪، فإن هذا يعتبر سوقًا صاعدًا أو سوق ثيران، وبذلك عندما يُستخدم مصطلح الثور، يُنظر إلى السوق على أنها تعمل بشكل جيد للغاية وأنها في طريق النمو.
وفي سوق الثيران يُلاحظ ارتفاع الطلب على الأسهم، ويُلاحظ ارتفاع الأسعار بشكل عام خلال فترة مستدامة. تتميز أسواق الثيران بالتفاؤل وثقة المستثمرين حيث تتخللها المشاعر الإيجابية. ومن الأمثلة البارزة على سوق الثيران للعملات المشفرة وصول البيتكوين إلى 20,000 دولار أمريكي لكل عملة في ديسمبر 2017.
الأسطورة وراء سوق الدببة والثيران
اُستوحي مصطلح الدب والثور من الأساطير الخاصة بتجار Wall-Street، وهو المكان الذي تم فيه اعتماد مصطلحات سوق الأسهم Bulls and Bears في الولايات المتحدة كرمز للقوة والصلابة.
بدأت الأسطورة بعمال مناجم الذهب، حيث أنهم خلال حمى الذهب الشهيرة، بعد أن كانوا متعبين بعد يوم عمل شاق ومتعطشين للتحويل وجني الأرباح، استخدم عمال المناجم تأليب الثيران والدببة معًا في ساحة قتال كنوع من التسلية وكسب الأموال.
أثناء القتال، عادةً ما يُهاجم الثيران صعودًا بقرون، في حين أن مخالب الدببة تنخفض إلى أسفل وتضغط على الأرض. لحسن الحظ، أصبحت هذه الطريقة لقضاء الوقت غير قانونية ولكنها حفرت المواجهة الأبدية بين اثنين من المنافسين الأقوياء في السوق وهم الدببة والثيران.
وبذلك نجد في عالم الاستثمار، كثيرًا ما يتم استخدام مصطلحا “الثور” و “الدب” للإشارة إلى ظروف السوق لوصف كيفية أداء أسواق الأسهم بشكل عام.
الاستراتيجيات المستخدمة في كل سوق
نظرًا لأن السوق الرقمية وقيم الأسهم متقلبة بشكل كبير، فيجب على كل مستثمر ومتداول اتباع عدة استراتيجيات أثناء التداول في هذا العالم الرقمي، وذلك كي يتمكن من مسايرة الأسعار والإحتفاظ بأرباحهُ وحماية استثماراتهُ من الخسارة.
في سوق الثيران مثلًا الشيء المثالي الذي يجب على المستثمر القيام به هو الإستفادة من إرتفاع الأسعار عن طريق شراء الأسهم في وقت مبكّر من الإتجاه الصعودي (إن أمكن) ثم بيعها عندما تصل إلى ذروتها.
أما في سوق الدببة، تكون فرصة الخسائر أكبر لأن الأسعار تفقد قيمتها باستمرار وغالبًا ما تكون النهاية غير متوقعة، حتى لو قررت الاستثمار على أمل حدوث انتعاش، فمن المحتمل أن تتكبّد خسارة قبل حدوث أي تحول، وهنا قد يتحول المستثمر إلى الأسهم الدفاعية، التي يتأثر أداؤها بالحد الأدنى فقط من الاتجاهات المتغيرة في السوق.
الاستراتيجيات المستخدمة في أسواق الدببة
يتم استخدام مزيج من التحليل الأساسي والفني للتنبؤ بالاتجاهات القادمة في أسواق العملات المشفرة، المؤشرات الفنية مثل المتوسطات المتحركة (MA) و Parabolic SAR التي تساعد في التعرف على اتجاهات السوق.
خلال سوق الدببة للعملات الرقمية يمكن للمتداولين والمستثمرين استخدام Cryptohopper الذي هو روبوت تداول تشفير آلي يدير جميع حسابات التبادل في مكان واحد، وهو بدوره يسهّل على المتداولين الربح من خلال أتمتة استراتيجيات تنطوي على بيع أصل عملة مشفرة قبل أن تمتلكه بالفعل، وشرائهُ لاحقًا بسعر أقل (مع انخفاض السوق).
إقرا أيضاً: الشركات القائمة على البلوكتشين
في حين أن الميزة الأخرى التي يمكن الاستفادة منها من Cryptohopper لتحسين تجربة تداول التشفير هي استخدام المشغلات Triggers التي تقوم بالتصرف تلقائيًا وفقا لاتجاهات السوق، حيث يمكن للمتداولين إعداد مشغلات مختلفة على واجهة تداول Cryptohopper والتي سيتم تنشيطها تلقائيًا اعتمادًا على اتجاه السوق.
الاستراتيجيات المستخدمة في أسواق الثيران
يفضل المتداولون عمومًا “الشراء” أثناء عمليات الصعود، حيث يستخدمون استراتيجية الشراء والاحتفاظ، والتي هي استراتيجية استثمارية من خلالها يشتري المتداولون أحد الأسهم أو الأصول الرقمية متوقعين أن يتحرك السعر صعودًا خلال مدة زمنية.
استراتيجية أخرى يستخدمها المتداولون في أسواق الثيران هي متوسط تكلفة الدولار (DCA)، حيث يشتري المتداولون كميات صغيرة من الأصول والأسهم على فترات منتظمة بدلًا من استثمار المبلغ بالكامل بصفقة واحدة، وبذلك تمكن هذه الاستراتيجية المتداولين من الوصول إلى متوسط تكلفة شراء أقل للسهم لأنه حتى أسواق الثيران ستشهد توحيدًا في الأسعار.
فضلًا عن أنهُ يمكنهم استخدام Cryptohopper، حيث يمكن للمتداولين أيضًا أتمتة استراتيجياتهم للشراء دون الحاجة إلى مراقبة الأسواق باستمرار، بالإضافة إلى ذلك يمكن للمتداول إعداد أوامر DCA اليدوية في Cryptohopper، والتي ستمكنه من الشراء التلقائي للسهم على فترات زمنية منتظمة دون تدخل بشري.
هذه أبرز المعلومات حول سوق الدببة الثيران في العملات الرقمية، من توضيح لمفهوم كل منها وما هي ظروف السوق المرافقة لكل مصطلح، بالإضافة إلى الأدوات والاستراتيجيات التي يمكن تنفيذها لتحسين تجربة تداول العملات المشفرة.
