يسعى المتداولون والمستثمرون بشكل دائم إلى جني المزيد من الأرباح، مما يفرض عليهم متابعة تحركات الأسعار طويلة الأجل وقصيرة الأجل في السوق ودراستها عن كثب، فعندما تكون حركة الأسعار في الغالب في اتجاه واحد، فإنها تصبح اتجاه سعر، وهذه الاتجاهات تتكون من قمم وقيعان التي تتحرك صعوداً أو تنازلياً أو جانبياً، مما يؤثر على مستوى السعر. وبذلك تعد هذه الاتجاهات من الأمور الأساسية في اتخاذ قرارات التداول، مما يترتب علينا فهمها ومعرفة كيفية قراءة تحركاتها.
وفي الأسطر الآتية، سنتناول الاتجاه في سوق الأوراق المالية، أنواعه، والاتجاه الصاعد Uptrend بشيء من التفصيل.
مفهوم الاتجاه Trend
بدايةً لا بد من التعرف على معنى الاتجاه، وهو أحد أدوات التحليل الفني، الذي يساعد المتداولين في تحديد تحرك الأسعار واتخاذ قرارات استثمار وتداول جيدة، حيث إن الاتجاه يشير إلى المنحى الذي تتحرك وفقه الأسعار بشكل مختلف عما كانت عليه سابقًا وذلك خلال مدة زمنية مستدامة، ويأخذ هذا المنحى عدة اتجاهات قد تكون صاعدة أو هابطة أو جانبية، وهذا ما يشكل ما يُعرف باتجاه السوق.
إقرا أيضاً: الاتجاه Trend في التداول
وبذلك لدينا عدة أنواع للاتجاه:
- الاتجاه الصاعد: وهو حركة السعر باتجاه أعلى “حركة صعودية” خلال مدة زمنية مستدامة، أي يعكس ارتفاع الأسعار.
- الاتجاه الهابط: وهو حركة السعر باتجاه أدنى “حركة هبوطية” خلال مدة زمنية مستدامة، أي يعكس انخفاض الأسعار.
- الاتجاه الجانبي: عندما لا يتم تحديد اتجاه للسوق وتحرك الأسعار سواء كان صاعد أو هابط يسمى الاتجاه جانبيًا، بمعنى آخر تكون الحركة أفقية.
من ناحية أخرى هناك أطوال للاتجاه، نعرضها فيما يلي.
ما هي أطوال الاتجاه؟
بشكل عام يتأثر اتجاه الأسعار أو المنحى الذي تتخذه الأسعار بالاتجاه التالي الأطول والأقصر، حيث إن هناك عدة أطوال للاتجاه:
- أساسي “طويل الأجل” قد يستغرق سنة أو أكثر.
- ثانوي “متوسط الأجل” يستغرق من شهر إلى ثلاثة أشهر.
- طفيف “قصير الأجل” وهو اتجاه لا يستغرق أكثر من شهر أو أقل.
حيث يتسبب الاتجاه الصاعد طويل الأجل في أن يكون للاتجاه المتوسط ارتفاعات أكبر وتراجعات أصغر، ويتسبب الاتجاه قصير المدى في انحسار الاتجاه متوسط المدى وتدفقه. في حين يتسبب الاتجاه الهابط طويل الأجل في أن يكون للاتجاه متوسط الأجل ارتفاعات أصغر وتراجعات أكبر، بينما يتسبب الاتجاه قصير الأجل، مرة أخرى، في انحسار الاتجاه متوسط الأجل وتدفقه.
ما هو الإتجاه الصاعد Uptrend؟
نستخدم الاتجاه الصاعد uptrend عندما يتحرك السعر صعودًا أو يرتفع، ويتكون الاتجاه الصعودي من قيعان تأرجح أعلى وقمم تأرجح أعلى، حيث تشير القمة إلى أعلى نقطة، في حين القاع هو النقطة السفلية ومع تقدم الاتجاه يصل الاتجاه الصاعد إلى قمم وقيعان أعلى أي إلى ارتفاعات جديدة. وهنا تكون كل قمة وقاع متتاليين أعلى من تلك الموجودة سابقًا في الاتجاه.
ويعتبر الاتجاه الصاعد سليم طالما أن السعر يصنع قيعان التأرجح المرتفعة وقمم التأرجح المرتفعة، وبمجرد أن يبدأ السعر في تحقيق قمم تأرجح منخفضة أو قيعان منخفضة للتأرجح، يكون الاتجاه الصعودي ينعكس في اتجاه هبوطي.
والجدير بالذكر أن الاتجاه الصاعد uptrend يوفر للمتداولين فرصة للاستفادة من ارتفاع أسعار الأصول.
طريقة التداول في الاتجاه الصاعد
يميل المشترون بشكل عام إلى الشراء خلال الاتجاه أو الترند الصاعد للأسعار، ولكن بعد تحليل ودراسة حركة السعر من خلال استخدام الأدوات والمؤشرات للتأكد من حركة الأسعار قبل اتخاذ أي قرار بفتح صفقة تداول، ففي الاتجاه الصاعد استراتيجية التداول الشائعة هي الشراء أثناء تراجع السعر، حيث إن خلال الاتجاه الصاعد uptrend غالبًا سيرتفع السعر مع الانخفاضات الصغيرة. لتداول تراجع الأسعار، يجب على المتداولين تحليل مخطط الأسعار، ويجب أن ينتبهوا إلى النقطة التي تتوقف فيها حركة السعر عند قمة معينة، وتنخفض لتصل إلى قاع.
إقرا أيضاً: 3 أشهر أشكال في الرسم البياني Chart
الخطوات الأساسية للتداول في الاتجاه الصاعد:
- يحدد المتداول نقطة تراجع السعر، حيث ينخفض سعر الأصل عن ذروته السابقة.
- ينتظر المتداول حتى يرتد السعر مرة أخرى عند خط اتجاه الدعم ، مؤكداً أن الاتجاه الصعودي لا يزال سليمًا.
- يضع المتداول طلبًا حول نقطة السعر المحددة ويستعد للشراء.
- للحد من الخسائر، يضع المتداول أمر إيقاف الخسارة أسفل نقطة الدخول في القاع.
- ثم يخرج المتداول من السوق وفقًا لتحمل المخاطر واستراتيجية التداول. عادة، يخرج المتداولون عندما يصل السعر إلى قاع أدنى، أو يتحول المؤشر الفني إلى الاتجاه الهبوطي، أو عندما ينكسر السعر أدنى خط الاتجاه.
نصائح للتداول في الاتجاه الصاعد
- راقب أدنى مستويات الأسعار التي لا تستطيع خرقها، حيث ستشكل النقطة التي ستتحرك منها الأسعار باتجاه الأعلى.
- ابحث واستفد من قيعان سابقة كنقاط توقف.
- الأفضل جني الأرباح عندما تتدفق الأسعار فوق الارتفاعات السابقة ويجب تعديل نقاط الوقف إلى آخر قاع سابق.
- لا تخاطر كثيرًا في صفقة واحدة، فاتجاهات السوق مؤقتة مهما كانت قوية.
ما هي العوامل التي تؤثر على الاتجاهات الصاعدة؟
تعتمد الأسعار وتحركات سوق الأوراق المالية على عدد من العوامل التي يجب دراستها وتحليلها قبل البدء بالتداول أو وضع التوقعات والتحليلات المستقبلية، ومن أهم العوامل التي تؤثر على اتجاهات السوق ما يلي:
الأحداث الإخبارية الكبرى
بشكل عام إن أسعار الأصول تتأثر بشكل كبير بالأحداث الإخبارية الكبرى، حيث إن الأخبار الجيدة ستدفع سعر الأصول إلى الأعلى ويصبح اتجاه السوق صاعدًا، في حين أن الأخبار السيئة ستؤثر على مشاعر المتداولين وتثير القلق في سوق التداول مما يؤدي إلى انعكاس الاتجاه ليصبح اتجاهًا هابطًا. من أمثلة الأخبار الجيدة الميزات والشراكات الجديدة، بينما من الأمثلة على الأخبار السيئة اللوائح والدعاوى القضائية.
العرض والطلب
في الواقع تحكم سوق الأوراق والأصول المالية آليات عرض مختلفة انكماشية أو تضخمية، حيث إن زيادة المعروض من الأصول، يؤثر على كمية الطلب، مما ينعكس سلبًا على سعر هذه الأصول فتنخفض وتتحرك الأسعار في اتجاه هابط، في حين أن زيادة الطلب على أصول معينة يؤثر على قيمتها ويؤدي إلى ارتفاعها وبالتالي يتخذ السعر اتجاهًا صاعدًا ولا سيما في حال كان العرض محدودًا.
والآن، وبعد أن ذكرنا أهم المعلومات حول اتجاهات السوق وكيفية تحرك الأسعار، ولا سيما الإتجاه الصاعد Uptrend، وكيفية التداول خلاله، فضلًا عن أهم العوامل التي تؤثر على اتجاهات السوق، نجد أنه ولكي تتمكن من فتح صفقات تداول رابحة لا بد من متابعة هذه الاتجاهات وتحرك الأسعار بشكل دقيق، وتحديد نقاط القمم والقيعان لتحدد الوقت المناسب للدخول وإجراء صفقة التداول.